ينبعث صوت جهوري من مكبر صوت داخل خيمة كبيرة خصصت لاحتضان الملتقى العالمي 13 للتصوف بقرية مداغ (شرقيالمغرب).يقول "أيها السادة الكرامة إن اللقاء بالعارف والشيخ المربي، يحدث عنه قانون أساسي وهو أن هذا الشيخ مختلف عنك، هو ليس مثلك، ولكنه يجعلك تفهم شيئا واحدا.. إنه ولي عارف بالله وفي هذا الاختلاف يحصل المشترك".
كان ذلك صوت أحد مريدي وأتباع الطريقة القادرية البودشيشية، وهو يشرح للأتباع والحضور مزايا القدوم إلى مقر الزاوية ومرقد مؤسسها الشيخ العباس لزيارة خلفه شيخهم جمال الدين بودشيش.
وكان أحمد -وهو شاب من ضواحي الدار البيضاء- وصل لتوه إلى مقر الزاوية، مع عدد من الأتباع بعد قطعهم مسافة تزيد على ستمئة كيلومتر، ولم يمنعهم تعب السفر من تفقد أرجاء الزاوية.
بعد خطوات من المشي صعودا في اتجاه المسجد الذي يعلوا هضبة في مقر الزاوية، لمح أحمد أحد المريدين والأتباع الذي يعرفه حق المعرفة، فأمسك يده وقبلها ليبادله المريد التحية نفسها.
بهذه الطريقة يحيي مريدو الطريقة القادرية البودشيشية (أكبر طريقة صوفية في المغرب)، بعضهم البعض. ويقول أحمد للجزيرة نت إن هذه التحية هي عربون المحبة التي تجمع الأتباع والمريدين.
ومنذ أسبوع والوفود القادمة من جميع المدن المغربية القريبة والبعيدة ومن خارج المغرب تتقاطر لتلتقي شيخها، وتحيي ذكرى المولد النبوي، الذي استمر حتى فجر اليوم الأربعاء.
قرية أو مدينة أكثر ما يسترعي انتباه زوار مقر الزاوية هو عدد السيارات والحافلات التي تصطف على جنبات الأرصفة، ليس هذا وحده فعلى جنبات أرصفة مرافق الزاوية ينتشر العشرات من رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة لضبط الأمن وتوفير الطمأنينة للزوار.
وكأن مدينة بركان الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من مقر الزاوية، وتعداد سكانها أكثر من مئة ألف نسمة، انتقلت من مكانها.
أما سيارات الإسعاف بألوانها تُشعر الزائر بأن حياته في هذه البقعة محاطة بكل شروط السلامة والأمان.
وتنتشر المطاعم المتنقلة لتقديم الوجبات السريعة وحساء الحريرة الساخن لمواجهة برد مداغ القارس، وحتى محال السبحات والجلابيب الصوفية كان لها نصيب من التجارة في مدينة مداغ، بل إن الزاوية قرّرت إقامة قرية صغيرة للاقتصاد التضامنيوالاجتماعي.
ويقول منير القادري بودشيش نجل شيخ الزاوية وناطقها الرسمي للجزيرة نت إن تنظيم القرية التضامنية تعبير من الزاوية على أن هذه الطريقة تفكر في الآخر وتنفتح عليه.
كان ذلك صوت أحد مريدي وأتباع الطريقة القادرية البودشيشية، وهو يشرح للأتباع والحضور مزايا القدوم إلى مقر الزاوية ومرقد مؤسسها الشيخ العباس لزيارة خلفه شيخهم جمال الدين بودشيش.
وكان أحمد -وهو شاب من ضواحي الدار البيضاء- وصل لتوه إلى مقر الزاوية، مع عدد من الأتباع بعد قطعهم مسافة تزيد على ستمئة كيلومتر، ولم يمنعهم تعب السفر من تفقد أرجاء الزاوية.
بعد خطوات من المشي صعودا في اتجاه المسجد الذي يعلوا هضبة في مقر الزاوية، لمح أحمد أحد المريدين والأتباع الذي يعرفه حق المعرفة، فأمسك يده وقبلها ليبادله المريد التحية نفسها.
بهذه الطريقة يحيي مريدو الطريقة القادرية البودشيشية (أكبر طريقة صوفية في المغرب)، بعضهم البعض. ويقول أحمد للجزيرة نت إن هذه التحية هي عربون المحبة التي تجمع الأتباع والمريدين.
ومنذ أسبوع والوفود القادمة من جميع المدن المغربية القريبة والبعيدة ومن خارج المغرب تتقاطر لتلتقي شيخها، وتحيي ذكرى المولد النبوي، الذي استمر حتى فجر اليوم الأربعاء.
قرية أو مدينة أكثر ما يسترعي انتباه زوار مقر الزاوية هو عدد السيارات والحافلات التي تصطف على جنبات الأرصفة، ليس هذا وحده فعلى جنبات أرصفة مرافق الزاوية ينتشر العشرات من رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة لضبط الأمن وتوفير الطمأنينة للزوار.
وكأن مدينة بركان الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من مقر الزاوية، وتعداد سكانها أكثر من مئة ألف نسمة، انتقلت من مكانها.
أما سيارات الإسعاف بألوانها تُشعر الزائر بأن حياته في هذه البقعة محاطة بكل شروط السلامة والأمان.
وتنتشر المطاعم المتنقلة لتقديم الوجبات السريعة وحساء الحريرة الساخن لمواجهة برد مداغ القارس، وحتى محال السبحات والجلابيب الصوفية كان لها نصيب من التجارة في مدينة مداغ، بل إن الزاوية قرّرت إقامة قرية صغيرة للاقتصاد التضامنيوالاجتماعي.
ويقول منير القادري بودشيش نجل شيخ الزاوية وناطقها الرسمي للجزيرة نت إن تنظيم القرية التضامنية تعبير من الزاوية على أن هذه الطريقة تفكر في الآخر وتنفتح عليه.
زيارة الشيخ
دأب محمد وهو شيخ في السبعين من عمره من أصول مغربية ويحمل الجنسية الفرنسية؛ على زيارة مقر الزاوية منذ عقود، وقد تعرف على الطريقة عندما كان طالبا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
ولا يطيب المقام لمحمد دون زيارة الشيخ في مقر الزاوية ونيل توجيهاته ووصاياه، وحتى الدعاء معه.
وتستمر اللقاءات وزيارات الشيخ حتى الساعات القليلة التي تسبق الاحتفاء بذكرى المولد النبوي، ومن لم يسعفه الحظ في نيل زيارة إلى مقام الشيخ، يتحين الفرصة السانحة خلال تنقله أو مروره بين المريدين أو حتى في المسجد لنيل لمسة من يده.
في حضرة الشيخبعدما فرغ الجمع من ملتقى التصوف العالمي الذي استمر ثلاثة أيام، جاء الدور على الشيخ جمال الدين بودشيش، الذي جلس على أريكة محاطا بعدد من شيوخ التصوف في المغرب وخارجه، وانطلق في توجيه وصاياه للأتباع والمريدين.
وقال الشيخ للأتباع إن طريقة الزاوية في التصوف مبنية على الذكر والتوجه إلى الله، وأن الاحتفاء بالمولد النبوي محطة لاستنهاض الهمم.
وفي هذا الإطار، أوصى الشيخ الأتباع بالاستمرار على النهج نفسه، وأكد أن الطريقة القادرية البودشيشية ستحقق المزيد من الانتشار في العالم.
وبعد إنهاء كلمته التوجيهية، صدحت حنجرة ابنه الأصغر معاذ بأشعار في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مع الفرقة الإنشادية.
الشيخ جمال الدين بودشيش شيخ الطريقة البودشيشية مع أحفاده في مسجد الزاوية (الجزيرة)
يقترب الفجر ويزداد حماسهم على إيقاعات صوفية، فيقف مريد منخرطا في حالة من الجذبة، مرددا عبارة: الله حي.. الله حي، مع انحناءات إلى الأمام والوراء.
وما هي إلا لحظات حتى ينهض مريدون آخرون في كل جنبات المسجد بالطريقة نفسها، لتعم الجذبة في المسجد، حتى أن الشيخ نهض هو الآخر من مكانه وانخرط مع الأتباع في هذه الحركة التي يقولون عنها إنها تغيب القلب عما يجري حوله وتجعلهم في اتصال مع عالمهم الصوفي الخاص.
الطريقة البودشيشيةتعرف الطريقة القادرية البودشيشية انتشارا كبيرا في المغرب، وفي بقاع العالم المختلفة، وقوة هذه الزاوية تجلت في المسيرة الضخمة التي شارك فيها الآلاف قبيل إقرار الدستور الجديد للمغرب، الذي دعت فيه للتصويت بنعم.
ويعود تاريخ الزاوية إلى بداية القرن الماضي، ويرجع الفضل في إخراجها إلى الشيخ بومدين بن المنور، وبعد وفاته جاء الشيخ العباس دفين مداغ، قبل أن تنتقل إلى ابنه الشيخ حمزة بن العباس الذي وافته المنية هو الآخر في يناير/كانون الثاني 2017، ليخلفه جمال الدين بودشيش
دأب محمد وهو شيخ في السبعين من عمره من أصول مغربية ويحمل الجنسية الفرنسية؛ على زيارة مقر الزاوية منذ عقود، وقد تعرف على الطريقة عندما كان طالبا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
ولا يطيب المقام لمحمد دون زيارة الشيخ في مقر الزاوية ونيل توجيهاته ووصاياه، وحتى الدعاء معه.
وتستمر اللقاءات وزيارات الشيخ حتى الساعات القليلة التي تسبق الاحتفاء بذكرى المولد النبوي، ومن لم يسعفه الحظ في نيل زيارة إلى مقام الشيخ، يتحين الفرصة السانحة خلال تنقله أو مروره بين المريدين أو حتى في المسجد لنيل لمسة من يده.
في حضرة الشيخبعدما فرغ الجمع من ملتقى التصوف العالمي الذي استمر ثلاثة أيام، جاء الدور على الشيخ جمال الدين بودشيش، الذي جلس على أريكة محاطا بعدد من شيوخ التصوف في المغرب وخارجه، وانطلق في توجيه وصاياه للأتباع والمريدين.
وقال الشيخ للأتباع إن طريقة الزاوية في التصوف مبنية على الذكر والتوجه إلى الله، وأن الاحتفاء بالمولد النبوي محطة لاستنهاض الهمم.
وفي هذا الإطار، أوصى الشيخ الأتباع بالاستمرار على النهج نفسه، وأكد أن الطريقة القادرية البودشيشية ستحقق المزيد من الانتشار في العالم.
وبعد إنهاء كلمته التوجيهية، صدحت حنجرة ابنه الأصغر معاذ بأشعار في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مع الفرقة الإنشادية.
الشيخ جمال الدين بودشيش شيخ الطريقة البودشيشية مع أحفاده في مسجد الزاوية (الجزيرة)
يقترب الفجر ويزداد حماسهم على إيقاعات صوفية، فيقف مريد منخرطا في حالة من الجذبة، مرددا عبارة: الله حي.. الله حي، مع انحناءات إلى الأمام والوراء.
وما هي إلا لحظات حتى ينهض مريدون آخرون في كل جنبات المسجد بالطريقة نفسها، لتعم الجذبة في المسجد، حتى أن الشيخ نهض هو الآخر من مكانه وانخرط مع الأتباع في هذه الحركة التي يقولون عنها إنها تغيب القلب عما يجري حوله وتجعلهم في اتصال مع عالمهم الصوفي الخاص.
الطريقة البودشيشيةتعرف الطريقة القادرية البودشيشية انتشارا كبيرا في المغرب، وفي بقاع العالم المختلفة، وقوة هذه الزاوية تجلت في المسيرة الضخمة التي شارك فيها الآلاف قبيل إقرار الدستور الجديد للمغرب، الذي دعت فيه للتصويت بنعم.
ويعود تاريخ الزاوية إلى بداية القرن الماضي، ويرجع الفضل في إخراجها إلى الشيخ بومدين بن المنور، وبعد وفاته جاء الشيخ العباس دفين مداغ، قبل أن تنتقل إلى ابنه الشيخ حمزة بن العباس الذي وافته المنية هو الآخر في يناير/كانون الثاني 2017، ليخلفه جمال الدين بودشيش
0 تعليقات